دواجن بأيدي النساء حول العالم
عملت العديد من النساء تاريخيًا في مجال الزراعة وتربية المواشي والدواجن، إلا أن النساء اتجهن في السنوات الأخيرة للعمل في قطاعات مختلفة وبعيدة عن الزراعة والطبيعة.
هندوراس هي إحدى دول أمريكا الوسطى التي تتميز بطبيعتها الخلابة وباعتماد جزء كبير من اقتصادها على الزراعة. وفي السنوات الأخيرة، أصبحت الأمطار الموسمية غير متوقعة بسبب تغير المناخ وخصوصًا في مدينة أولانشو. يؤثر ذلك بشكل كبير على الإنتاجية الزراعية والأمن الغذائي للمجتمعات في المدينة. أدركت العديد من نساء هندوراس أنهن لم يعد بإمكانهن الاعتماد على المحاصيل التقليدية للذرة والفاصوليا كمصدر وحيد للدخل والغذاء لأسرهن.
لمساعدة العائلات في أولانشو في زراعة المزيد من الطعام، بدأت منظمات نسائية محلية في دعم الأعمال التجارية التي يعمل بها النساء من خلال دعمهن كشريك مالي، وتقديم التدريب الكافي لهن في تربية الحيوانات وخصوصًا الدواجن. قدمت هذه المنظمات المحلية أيضًا المواد اللازمة لبدء المشاريع الصغيرة كأقفاص الدجاج والحبوب لكي تنطلق النساء في مشاريعهن.
وجدت النساء أنهن حققن نتائج جيدة من المشروع، وتمكنت النساء من إنشاء حظائر عديدة أخرى، وفي النهاية زاد إنتاج البيض والدجاج في مجتمعاتهن. واليوم، تنجح النساء في أنشطة تربية الدواجن، إنتاج البيض، وبيع لحوم الدواجن للمجتمع المحلي، والذي يقدم مصدرًا ممتازًا للغذاء والتغذية. وفي حال كان لدى النساء دجاج أو بيض فائضًا عن الحاجة في مجتمعهن، فيمكنهن بيعه في المجتمعات المجاورة الأخرى. كان هذا المشروع مكسبًا كبيرًا للعائلات والمجتمعات في أولانشو وكان مفيدًا بشكل خاص للنساء.
وإلى جانب مهامهن التقليدية المتمثلة في الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال، فإن هؤلاء النساء يساهمن الآن في دخل أسرهن. كما أنهن قادرات على تلبية احتياجات الأسرة الأخرى مثل الملابس والتعليم والرعاية الصحية. تبيع النساء الآن في هندوراس دجاجها في السوق يوميًا، وفي أوقات زيادة الإنتاج، تقوم بتوظيف أشخاص آخرين لمساعدتها، وخلق فرص عمل إضافية في مجتمعها.
قامت المنظمات المحلية بتكرار هذا المشروع في مدن أخرى وحققت نجاحًا فارقًا، مما يؤكد الدور الفعال للنساء بمجال تربية الدواجن، لقد عمل نساء هندوراس على تحويل مستواهن المعيشي للأفضل، عن طريق البدء في العمل بقطاع لا تعمل به النساء موخرًا، وحققن تميزًا ووفرن الغذاء الجيد والآمن لمجتمعاتهن.
نأمل أن تحفز هذه التجارب الناجحة المزيد من المجموعات النسائية في المجتمعات الأخرى وفي العالم أجمع.