صناعة الدواجن في المملكة.. مجرد حرفة أم فرصة استثمارية؟
اليوم تنتج المملكة منفردة أكثر من مليار وثلاثمئة مليون طير وخمسة مليارات وأربعمائة ألف بيضة سنويًا، والقادم أفضل بإذن الله، ولما لا ؟ وهناك تخطيط سليم ونظرة بعيدة بقيادة حكومة المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة البيئة والمياه والزراعة وصندوق التنمية الزراعية.
إذا أخذنا أصول مثالاً لما سنتحدث عنه، فما أصول وغيرها سوى نتاج فكر، ونظرة بعيدة لدولة وحكومة تخطط وتعمل لرفاهية شعبها وكل من يقيم على أرضها، بل تتعدى ذلك إلى محيطها العربي والإسلامي، وذلك بقيادة حكّام يملكون نظرة بعيدة وأصحاب همة وعزيمة يعملون بإخلاص وصمت ويتركون أعمالهم تتحدث عنهم.
لو نظرنا لواقعنا القريب، فقبل سنين ليست بالبعيدة سنجد أن تربية وصناعة الدواجن لم تكن بالأمر المعروف، والمهنة المتعارف عليها. بل لم تكن الدواجن من مكونات السفرة لأغلب السكان، وهنا يكمن التحدي لدولة وحكومة لا تعرف المستحيل بفضل الله، فأصبح مواطني هذه الدولة رواد في إنتاج الدواجن وصناعتها سواءً لاحم أو بياض بجميع أشكاله ومنتجاته، وأصبح استهلاك الفرد ما يقارب 50 كجم، وحجم الاستهلاك السنوي ما يقارب مليون ونصف المليون طن.
تساهم أصول فيه بما يقارب خمسين مليون طير سنوي اي بما يعادل 180,000 ألف طير يومياً، ونطمح إلى رفع طاقتنا إلى15,000طير/ساعة، وذلك بمعدل سبعين مليون طير سنوي، وهذا كله بفضل الله ثم الدعم حكومي لهذا المجال وغيره.
هذا الدعم الذي جعلنا في أصول نحصل على المركز السادس في قائمة أكبر منتجي الدواجن اللاحم في الشرق الاوسط لعام 2019.
وأصبحت المملكة أكبر منتج متنامي في تربية الدواجن في الشرق الأوسط، مع العلم أن المملكة بدأت في هذا المجال فقط من منتصف السبعينيات الميلادية عندما أنشئت أول مزرعة للدواجن، واليوم تنتج المملكة منفردة أكثر من مليار وثلاثمئة مليون طير وخمسة مليارات وأربعمائة ألف بيضة سنويًا، والقادم أفضل بإذن الله، ولما لا وهناك تخطيط سليم ونظرة بعيدة بقيادة حكومة المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة البيئة والمياه والزراعة وصندوق التنمية الزراعية.
دور وزارة البيئة والمياه والزراعة نجده يتجلى في منح أراضي حكومية لإنشاء مزارع الدواجن وذلك مجاناً بدون مقابل، وكذلك دعم وإشراف بيطري، وتقديم اللقاحات مجاناً، وذلك حتى تُرسخ مفهوم إنتاج الدجاج اللاحم وكذلك بيض المائدة لدى كثير من المستثمرين. يتم سنويا إصدار تراخيص مزارع الدجاج اللاحم والبياض، وفي سباق مع الزمن أصدرت وزارة البيئة والمياه والزراعة 222 ترخيصاً في قطاع الدواجن، وذلك في عام 2020، وقد جعلت وزارة البيئة والمياه والزراعة نصب أعينها ستة أهداف لتنمية ودعم هذا المجال:
زيادة عدد التراخيص والتوسع في مجال عمليات الاستثمار وذلك بهدف زيادة الإنتاج المحلي وسد حاجة المواطن والمقيم على الطلب المتزايد.
تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدجاج اللاحم وبيض المائدة.
زيادة حجم الاقتصاد الكلي وجذب المستثمرين الجدد.
خلق وزيادة الفرص الوظيفية للكوادر الوطنية.
تمكين الكوادر النسائية في الخدمات المساندة في هذا القطاع.
تحقيق التنمية الريفية.
وغير ذلك من الأهداف التي وضعت من أجل رفع الاكتفاء الذاتي من لحوم الدواجن حتى نصل إلى أكثر من 65% خلال السنوات القادمة بإذن الله، وأن يصل الاكتفاء الذاتي إلى 80% في عام 2025 بإذن الله.
وقد أكد مستثمرون في هذا المجال أنه بالدعم الحكومي سيتمكن المنتج المحلي من الثبات أمام الإغراق الأجنبي، وخاصة من البرازيل وفرنسا، وأيضاً سيسهم الدعم في تخفيض تكلفة الإنتاج وبذلك يسهم في خفض أسعار الدواجن للمستهلك النهائي قد بدأت الوزارة في الدعم المالي المباشر لجميع مشروعات الدواجن في المملكة، وذلك ضمن خطة استراتيجية لتعزيز الامن الغذائي.
إن دور صندوق التنمية الزراعية نراه في تقديم قروض ميسرة لكافة المشاريع الزراعية، ومنها ما يتعلق بصناعة الدواجن. وقد بلغ ما قدمه الصندوق منذ تأسيسه عدد 1321 قرضاً في مجال الدواجن، بقيمة إجمالية بلغت نحو 5432 مليون ريال (بدون فوائد)، ومثلت 35%من إجمالي القروض المقدمة للمشاريع الزراعية المتخصصة ويسعى الصندوق عبر استراتيجية 2025-2021 إلى المساهمة في نمو وزيادة إنتاج الدجاج اللاحم إلى 415 ألف طن، وبلغ 947 ألف طن في 2020، ليصل إلى 1362 ألف طن في عام 2025جاعلا بذلك نسبة الاكتفاء الذاتي من الدجاج اللاحم ما يقارب 80%، وللوصول لهذه النسبة فهناك خطة متكاملة لرفع الانتاج ودعمه وعليه فإن مجلس إدارة صندوق التنمية الزراعية برئاسة معالي وزير البيئة والمياه والزراعة قد اعتمد ميزانية الصندوق المالي للعام2020 بتخصيص محفظة تمويلية بقيمة ثلاثة مليارات ريال لجميع القطاعات المستهدفة بالتمويل، ومنها مشاريع الدواجن بأقسامها السبعة (مشاريع الدجاج اللاحم – أمات الدجاج اللاحم – الدجاج البياض – أمات الدجاج البياض – الفقاسات – الجدات – المسالخ الالية)
ولدعم ورفع مستوى الانتاج أُدرجت مشاريع الدواجن ضمن برنامج الصندوق لدعم التقنيات الحديثة في القطاع الزراعي، حيث يساهم الصندوق في تمويل التكاليف الاستثمارية والتشغيلية للأنشطة التمويلية في القطاع الزراعي، والتي تستعمل التقنيات الحديثة وذلك برفع نسبة التمويل من 50% إلى 70% من حجم التمويل الذي يعتمده صندوق التنمية الزراعية لهذا النشاط.
هذه سيرة ذاتية لبداية صناعة الدواجن وما وصلت إليه، وكما سبق ذكره فإنه نتاج تخطيط وعمل دؤوب من حكومة جعلت نصب عينيها رفاهية وسعادة كل من يعيش في مملكة الإنسانية، مواطنا كان أو مقيما أو زائرا.