أنماط جديدة من سلوك المستهلك يجب التكيف معها

أنماط جديدة من سلوك المستهلك يجب التكيف معها 

 

أثبتت الكثير من الدراسات الحديثة إلى وجود تعديلات أو تغيرات في سلوك المستهلك خلال فترة قصيرة، هذه الفترة التي عاشتها جميع شعوب العالم بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد COVID-19. قبل ذلك، شهدنا اقبال كبير على الشراء سواء على المستلزمات الغذائية، الاستهلاكية أو غيرها. تغيرت سلوكيات المستهلك خلال الجائحة، و مازال التغيير مستمر حتى بعد انتهاء فترة الإغلاق بشكل ملحوظ.  

 

هذه الدراسة التي قامت بها مؤسسة KPMG الدولية شملت ما يقرب من 75 ألف شخص من أجل الوقوف بشكل فعلي على نسبة التعديلات في أنماط سلوك المستهلك، هؤلاء الأشخاص تم استهدافهم من أسواق مختلفة لكي تكون النظرة أوسع ودراسة أكثر شمولًا.  

أفادت الدراسة إلى أنه حوالي 43% من الأشخاص يشعرون بالقلق حول قدراتهم المالية خلال عام 2021، هذا بالطبع يقودهم إلى تغيير بعض سلوكيات الشراء الخاصة بهم حتى يقتصر الأمر على المستلزمات الضرورية، ويميل 36% من الأشخاص إلى الادخار بشكل أكبر من الإنفاق. إلى جانب ذلك، فإن صافي الإنفاق انخفض في هذه الفترة بنسبة 21% مقارنة بفترة ما قبل الجائحة.  

في الحقيقة، نجد أن هذه التأثيرات إيجابية بشكل كبير بالنسبة للأشخاص والبيئة أيضًا

من ناحية البيئة، فقد تنفست الكرة الأرضية الصعداء خلال الجائحة وذلك لانخفاض مستوى التلوث بشكل كبير بسبب توقف الحركة الصناعية والتجارية. 

أما بالنسبة للأشخاص، فقد أثارت المخاوف حول استمرارية الجائحة لفترة مجهولة على سلوك المستهلك. هذه السلوكيات هي بالفعل إيجابية ونرغب في استمرارها لأطول فترة ممكنة.  

من بين هذه السلوكيات الإيجابية هو عدم الاسراف في الانفاق واقتصار الأمر على المستلزمات الضرورية سواء الطعام، الشراب، الملابس أو غيرها. هذا يساعد المجتمع بشكل عام بحيث لا يكون مجتمع استهلاكي، وسيعمل ذلك على تعزيز حجم الصادرات ويقلل من نسبة الواردات. ستجد في النهاية توجه من قبل الدولة إلى مزيد من التقدم الاقتصادي.  

من الأمور الإيجابية أيضًا هو ظهور اتجاه إلى الاستخدام الأمثل للسلع والمنتجات، حيث يمكنك في المنزل عدم إساءة استخدام هذه الأشياء بحيث تدوم لفترة أطول ولا تضطر إلى استبدالها، وأصبح هناك أيضا ميل إلى إصلاح الأشياء بدلًا من استبدالها مما يساعد على توفير المال، وإعادة تدوير السلع في المنزل بطريقة بسيطة تساعد على ذلك أيضًا وتخدم فكرة الحد من الإنفاق وتلوث البيئة. 

على مر السنوات، كانت هناك حملات توعية شاملة نحو تعديل سلوك المستهلكين بشكل أفضل، لكن لم يكن لهذه الحملات تأثير فعّال أكثر من تأثير جائحة كورونا. 

 

بالنسبة لك أنت، عزيزي القارئ، فهل تعتقد أن سلوكياتك الاستهلاكية تأثرت أثناء فترة الإغلاق؟

كيف كانت هذه التأثيرات؟