كيفية اعتماد صحتك العقلية على الرفاهية الاجتماعية

كيفية اعتماد صحتك العقلية على الرفاهية الاجتماعية 

 

إن الصحة العقلية تمثل جزءًا لا يتجزأ من صحتنا العامة، هذه القضية التي كان ينظر إليها الكثيرون خلال السنوات الماضية على أنها مشكلة فردية ولا تنتج من المجتمع المحيط، لقد أثارت هذه القضية الكثير من الجدل خصوصًا خلال فترة العزلة الاجتماعية التي عشناها جميعًا أثناء تفشي فيروس كورونا. فتلك العزلة الاجتماعية كان لها الكثير من الأضرار الجسيمة على الصحة العقلية للأشخاص على مستوى العالم، لكن على الرغم من ذلك، لقد ساهمت هذه العزلة في تغيير منظورنا للصحة العقلية بشكل كبير حيث تحولت أصابع الاتهام إلى مستوى الرفاهية الاجتماعية التي تعتمد بدورها على العالم المحيط بنا، و أكبر دليل على ذلك أن هناك بعض الأشخاص الذين يعملون في المستشفيات أو الجهات الحكومية يتعرضون لبعض المشاكل العقلية والاضطرابات وخاصة الأفراد الذين يعملون في الأطقم الطبية، والجيش وغيرها من الذين يتعرضون لمواقف مؤلمة متكررة، فليس الأمر فردي على الإطلاق، بل هو متعلق بالبيئة المحيطة.  

 

أن النقطة الأولى التي تبدأ عندها اكتشاف حلول لمشكلة الصحة العقلية هذه هو إيجاد طرق فعالة للوصول إليها واكتشافها، وتمثلت هذه النقطة في الوصول لبعض أساليب القياس النفسية، حيث أصدرت منظمة الطب النفسي وسيلة هامة للتعرف على المشكلة من خلال تقديم دليل تشخيصي واحصائي لمرضى الاضطرابات العقلية، ويستعين الطب النفسي الأمريكي بهذا الدليل كمرجع لاكتشاف هذا النوع من المشاكل الصحية، ويتم تحديث هذا الدليل ومراجعته بشكل دوري بحيث يساهم في اكتشاف الحالات الحديثة والتعرف عليها. علاوة على ذلك، يجب أن يكون هناك توعية شاملة للأفراد بحيث تساعدهم على تجنب الوصول لهذه المرحلة المرضية. بالنسبة للأطفال، يجب أن تقوم المؤسسات بصفة عامة بتوفير بيئة اجتماعية سليمة بحيث يمارس الأطفال أنشطتهم التعليمية والترفيهية بشكل صحي، وينطبق الأمر على الموظفين الذين لديهم مهام روتينية بحيث يكون محاولة لتغيير هذا الروتين ولو بنسبة بسيطة.  

 

إن الرفاهية الاجتماعية مهارة، يجب علينا جميعًا أن نتعلمها ونعيش بها ونعلمها لأطفالنا أيضًا، ويجب على كل شخص العثور على بيئة عمل صحية. حاول أيضًا أن تضع حدًا للعمل بحيث لا يؤثر على حياتك الشخصية، فلا تفكر في العمل طالما انتهت ساعات العمل. بالنسبة لأطفالك، حاول التحدث إليهم ومعرفة الأمور أو الأشخاص الذين يمثلون لهم مشاكل نفسية أو بدنية، بهذه الطريقة تحافظ على الصحة العقلية لأطفالك. لا تهمل أبدًا التجمعات العائلية ولقاءات الأصدقاء، ونشجعك أيضا على تخصيص وقت ولو يوم في الاسبوع للخروج بحيث تقضيه مع عائلتك أو أصدقاءك. هذه الأمور التي قد تجدها بسيطة، ستساعدك بشكل كبير على الوقاية من التعرض للمشاكل العقلية.