الطبخ الإبداعي.. نافذة للذات

الطبخ الإبداعي.. نافذة للذات

للطهي الإبداعي فوائد عدة تنعكس على الذات البشرية بشكل فريد، تعرف عليها من خلال قراءة هذا المقال.

 

 

يخرج الطبخ أحيانًا عن كونه ضرورة ومهارة حياتية للاستمرار في العيش إلى منفذ لعالم إبداعي ينطلق من مبدأ الاعتناء والاهتمام بالذات إلى الغوص في غمار النفس والإبحار في جلسة تأمل لا مثيل لها. للطبخ تجربة مميزة فريدة من نوعها، فهو سمة إنسانية موجودة منذ الأزل وفي تطور وتقدم مستمر سواءً في تقنيات الطبخ، أو في المكونات وطرق الإعداد، أو حتى في نمط التغذية. لهذا يرتبط الطبخ بالعديد من الفوائد التي تنعكس على نهج الحياة اليومية التي نعيشها، ومنها:

 

الوضوح

يوفر الطبخ سلسة من الخطوات التدريجية التي تقودك إلى منتج نهائي واضح؛ مما يعطيك شعورًا بالإنجاز في نهاية المطاف.

انتغام الحواس

يشرك الطبخ جميع حواسك بتناغم في آنٍ واحد، انطلاقًا من صوت التقطيع، رائحة التوابل والخبز، التذوق لاختبار درجة الملح، ملمس العجين الناعم، وانتهاءً بالنظر إلى طبق مكتمل وشهي وبهذا فهو يحفز إبداعك وتفكيرك خارج الصندوق.

المشاركة

الطهي يعني المشاركة؛ أي أنه يعطيك مساحة مشتركة لقضاء وقت ماتع مع شخص ما خلال عملية الطبخ لإعطاء فضاء أوسع للإبداع بامتزاج أفكارك مع الغير.

تخفيف التوتر

يتمثل الطبخ كأحد أبرز الحلول وأمثلها للتخلص من التوتر والشعور بالضغط، لأنه يأخذ ذهنك من التفكير في ضغوطات العمل والمهام الواجب إنجازها ويُرسِلُك لعالم آخر تهدف فيه لإخراج طبق لذيذ ومتوازن.

مساحة للإبداع

الطبخ كنافذة إبداع: يهيئ المطبخ مساحة إبداع لابتكار الوصفات الجديدة أو لتجربة أطباق لم يسبق لك تجربتها من قبل، يعطيك الطهي الكثير من البدائل والخيارات لتخرج بمنتج نهائي يناسب ذائقتك.

اكتشاف الذات وفهمها

من خلال الطبخ، ستفهم أكثر ما تحب وما لا تحب، ستكتشف حقًا ما تراه مناسبًا لك، وذلك سيخلق علاقة ألفة بينك وبين أطعمة ومذاقات معينة والذي بدوره سيوصلك لفهم أعمق وأكثر وضوحًا لذاتك.

تعزيز الثقة بالنفس

التعلم بالمحاولة والخطأ أو النظرية الربطية لـ”ثورنديك” أحد أبرز أنماط التعلم الإنساني التي من خلالها يتحرر الإنسان من اتباع القوانين الصارمة، ويعتمد على مخيلته في تحديد النتائج ثم يبدأ بالتجربة التي من خلالها سيتعلم أفضل طريقة لصنع شيء ما، وفي عالم الطهي هناك مساحة واسعة لتجربة عدة نكهات وأطباق بشكل مستمر وتعزيز روح المغامرة والتجربة مما يزيد ثقتك بنفسك.

الطبخ والاكتئاب

يعد الطبخ أحد أبرز وسائل علاج الاكتئاب، ينظر المصاب بالاكتئاب للحياة كنظرة غرفة مغلقة ومظلمة، وفي هذه الحالة يظهر الطبخ كنافذة يشع نورها داخل هذه الغرفة المظلمة لكونه جلسة تأمل تجتمع فيها الحواس معًا لتظهر بنتيجة نهائية محببة.

الصحة

أصبح وصولنا للوجبات السريعة وتناول الطعام خارج المنزل أسهل من أي وقت مضى، ومع أننا وفرنا الكثير من الوقت والطاقة والجهد إلا أننا فقدنا فن الطبخ والوقوف داخل المطبخ أمام المكونات، تجهيزها وطهيها وتناولها بطريقة صحية ونظيفة، أصبح تناول الطعام في الخارج أو التوصيل للمنزل هما الخيار الأول لتناول الطعام والذي يهمل الجانب الصحي للتغذية، ويعود الجسم على اكتناز نسب عالية من الدهون والصوديوم التي تضاف بكثرة في الأطعمة المعدة خارج المنزل. عندما تطهو وجبتك بنفسك، تعرف تمامًا ما مكوناتها، أي باختصار؛ ستعرف ماذا تضع في جسمك.

 

الطبخ تجربة تستحق أن تخوضها بشكل دوري، فهي رحلة مميزة تفهم بها ذاتك وبيئتك بشكل أعمق، وفي نهاية المطاف؛ تشعرك بالإنجاز وتشجعك على تجربة الجديد في كل مرة تقرر بدء هذه التجربة من جديد، ومع قليل من الإبداع، ستصل مرحلة عالية من الثقة بالنفس.